خَيرُ النَفَسِ الصلاةُ علىَ أحمدٍ المُختار وَ آلهِ الأطَهآر }

الخميس، 15 أبريل 2010

صِرتِ ليلَكاً ياَ وَلآءْ }



الرابِعُ و العشرونَ مِن كانون الآخر /2010
الساعةُ الحاديةَ عشرَ مساءً .. ~



مَساءُ الحنينِ اليه .. ، لـ ايامُ طفولتيَ ..
مَساءُ العودةِ بيَ حيثُ قبل سنتان ..
مَساءُ تلكَ الليالي المُغدقةِ بالشوق
.. !
كان هذه الأغبرة تُذكرِنُي بانَي كَبِرتُ اعوام .. كَبرِتُ اُنثىَ السادِسةَ عَشرً وَ قليلٍ مِن المِلح
،
.. ، و كأن ما حوليَ مُجردُ رُفات .. ، كانهُ الامَس ..
وكانَ احلامي كانت مُجردَ العابٍ كُنتُ اراها .. استانِسُ فيها بِضعَ ليالي ..
اُخاصِمُها ، اُغنيها و احتضِنُها و انام .. ، كانَي كُنتُ اُلاعِبُ الدُمى التي هجرتُها اليوم ..
وَ لِولهةٍ تذكرَتُ بانَ بعضَ احلامي لم تَزلَ عالقِة .. ، تنتظِرُ مِني هدهدةً لـ تنام
.. ،
صوتَ مُوسيقآيَ القديمة و بُكاءَ الاطفال ..
حقيبتيَ الحمراءَ ، كعبيَ الذي يَكَبُرُ مقاسي بمرتان ، وَ بُقعٌ مِن الروجِ الاحَمرَ الذي لاا زال عالقاً فوقَ المراة .. ، كُلُها لا زالتَ في مكانِها ..
تسترِقُ رائِحةَ مَطرِ كانونِي الآخَر .. ، لـ ترقُصَ تحتَ المَطرِ بِشقاوَة وَ تَشُمَ بقايا العِطرِ العالِقِ في مِعطفِيَ الكَبير .. ، تستفيقُ على اُغنيةَ المَساءِ المُخمَليه وَ تمشيَ بِمَظلةٍ سوداء تحتَ المَطرِ وِلهةً بِهدوء ،
تسارِعُ نَبضاتُ تلتف النظرات .. ، تبتسم الذكريات لوجهٍ اذكُرُ انهُ كان بين شقاوةِ براءتي ..
بين اوجُهِ احلامي و ايامي ، بين نغماتِ المَطرِ الزاخِرةِ على انبساطِ مظَلتيّ السوداء ..
اذكُرُ بانَ اقداري قد لاعبت وجنتاه ، وَ نمىَ الحُزنُ على شفتاه حتى شهق اسمي في الرمق الاخير و مات
!
بانَ شفتايّ ، يداي / وَ صوتُ هاتفيَ لم يُكُن الا اليه .. ~
اذكُرُ بانَ الحنينَ المَنَدَمِلَ مِن مُقلتاهَ كان لِيتلقاني ولو كُنتُ في آخرِ شهقاتِ النار ..
اذكر بانَ صغير الامَنَيةِ كانَ ينمو على طرفِ غيمةٍ حمراءَ ،
انامُ عليها كـ اميرةٍ حسناء ، تنتظرُ قبلتها من نبيلِ النُبلاء
.. !
اذكُرُ بانَ فتاةً حسناءَ كانت تعيشُ في اياميَ ، تمِلكُ شعرً مِن الحرير وَ فستانً ذهبيً كـ الكستناء
!
تُسامِرُ حُزنيَ ، تُطَرِبُ شجوَ الطِفلةِ فينيَ .. ، نَهربُ حيثُ العراء في ليالٍ سوداء .. بعيداً عن الاعَيُنِ في الخفاء !
نَضاجِعُ العِشقَ جهرًا ، حتى خشينا ان يُفرِقَنا الزمان .. ، تِلكَ الصَدِيقةُ التي كانتَ تَسكِنُ في العراء .. ، تَجابِهُني عنوةً تُرادِدُني .. نَبكَي وَ نمسحَ ما بقيَ فوقَ الوجنتان ~
هل لا زالتَ على قيدِ الحياةَ ام ان الاقدارَ مَسحتها عن وجهِ الافراح
.. ؟!
اذكَرُ بانَه كان ليَ وردةً حمراءَ تجثو على خاصرةِ الاحلام .. ، اسقيها مِنهُما لكنها تابى ذبولَ ايامِي !
كانت لي اُمنيات .. و اكتشفت الان بانها لم تكُن سوى سراب .. ، بان الحسناءَ كانت فراشةً بيضاء
.. ،
و ان النبيلَ كان حُلمً في ليلةٍ ممطِره ..
بانَ طفولتيَ كانتَ بقايا مِن عُمرِ حُلمٍ ولِدَ فيِ شهرِهِ الاوَل .. ، فلمَ يتشيا الا جنيناً اعوقَ !
و اني لم اَكُن الا انا ، جيفُ انثى تعيشُ شيخوختها قبل الاوان ~
اعلمُ الانَ بانَ حُلمَ البارِحةِ لولاهُ ما عِشتُ الانَ ، ما كُنتُ فتاةً تعيشُ على ما تقتاتُ مِن فتات
،
ولاا امراءةُ في الخمسين من العُمرِ تترجِمُ طلاسمِ الكبار .. ،
ترتشِفُ قهوةَ الجدات و تحكي حكاياتِ المساءِ للصغار ..
تتطلعُ نحوَ لباسٍ ابيض ، وَ كبرياءٍ امراءةٍ مبهمه ، تمتلِكُ الخَنجرَ لـ تزرعَ ورداً لا لِتطعن اشواكاً ..
جبروتِ انثىَ اكمَلتَ عامَها التاسِعَ بِتنبؤاتِ التائهين .. و ثورةِ هيامٍ مجنون لم يكُن لِيعرِفَ الحياةَ بعيداً عن النبيذ !
ولم يكُن يعيَ بان شغف اللقاء ياتي ما بعد الجنون ، و ان الجنون محضُ جنَةٍ خاويه
.. !
بانَ الجنانَ ما كان الا نبضً اُتلفَ مِن استهلاكِه و بقاياهُ مُجَردُ حنينٍ للباقيات !
انثىَ تتسلقُ السُلمَ بيديها لِتطوفَ بينَ نارِ الذكرياتِ في كومةٍ مِن الجليدَ .. ،
ترقُصُ بِكَعِبٍ عالٍ ، وَ تضَعُ وِشاحً مِن حرير ، ترفعُ حاجِبَيهآ لِيسقُطَ الأمُراء
.. ،
تلَبَسُ ثوبً مِن الزُدُبَرُجُ ، يطوقُها الحنينُ بِقِطعةِ ماسَ .. !
تسمعُ ترانيمَ الغُرباءَ وَ تتمايلُ على وَقعِ ضحكاتِ العابرين .. ~
تمارِسُ طقوسَ الخواء وحيدةً بينَ عُلبِ المساحيق ، تلبسُ اثوابَ الاميراتَ وَ تستعرِضُ جَسدهاَ بلا عناءَ
انثىَ لا تَعرِفَ الحُزنُ الا لـ الأله .. تعبُدُ العِليينَ في السماءَ .. وَ تُرتِلُ الدعواتَ تُصليَ لوقعِ الظلالَ ، لـ اجسادِ الاموات ، وَ لـ عّذرىَ قمرٍ يشجو كُلَ مساء
!
رُبما
قدَ كَبِرت اُمنيةً وحدي بلا فارسٍ ولاا احلام ،
او اني فعلاً قدَ كَبِرتُ انا .. ليلكاً في سكونِ السماء
!

من كتابٍ تحتَ الانَشاء حقوقي محفوظة ،، "
اوركيد }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق